ذئب يوسف

بعدما أذن يعقوب -عليه السلام- لأبناءه باصطحاب أخيهم يوسف -عليه السلام- معهم خرجوا به وحسب الاتفاق الذي كان بينهم قاموا بإلقائه في البئر، لكنّ الله -تعالى- قذف في قلب يوسف -عليه السلام- بأنّه ناج ممّا هو فيه، وأنّه سيعلو شأنه ويحتاج إخوته إليه في يوم ما، وعند المساء عاد إخوة يوسف يبكون بصوتٍ عالٍ، مُتظاهرين بالحزن لِيُخبروا أباهم بأنّ الذئب قد أكل يوسف، وأنّهم كانوا منشغلين عنه بالرمي والجري بعيداً، ولِعلمهم بأنّه لن يُصدّق ما يقولون جاءوا له بقميص يوسف مُلوّثاً بالدم، لكنّ يعقوب -عليه السلام- تحقّق من كذبهم فالدم ليس دم ولده كما أنّ القميص غير ممزّق، وقد تكون فراسته هي ما كشفت له كذبهم، فما كان منه إلّا أن طلب العون من الله -تعالى- في كشف الحقيقة وإعانته على الصبر بفراق يوسف -عليه السلام-، قال -تعالى-: (وَجاءوا أَباهُم عِشاءً يَبكونَ * قالوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ وَتَرَكنا يوسُفَ عِندَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئبُ وَما أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَنا وَلَو كُنّا صادِقينَ * وَجاءوا عَلى قَميصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ).