نملة سليمان

أنعم الله -تعالى- على نبيّه سليمان -عليه السلام- بتعليمه لغة الطير والحيوان؛ فقد كان -عليه السلام- يفهمهم ويتحدث إليهم قال -تعالى-: (وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)، كما وأنعم الله -تعالى- عليه بملكٍ عظيم؛ إذ جعل الله -تعالى- الأرض كلها مُنقادة له، فكان له جندٌ من الإنس والجنّ والطير، وقد نظّم أعمالهم وعيّن عليهم من يمنع تطاول بعضهم على بعض، قال -تعالى-: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)، وكان -عليه السلام- قد خرج يوماً مع جنوده فمرّ بوادي النمل، وسمع نملة تنصح بني جنسها بدخول مساكنهم حتى لا يتحطّموا تحت وطأة أقدام سليمان وجنده؛ ففهم قولها وضحك لأجله، قال -تعالى-: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا)